كيف غيرت الشركات التقنية مفهوم "الاستراتيجية" في القطاعات البعيدة عن التقنية؟
Digital age is not the industrial age.
كيف غيرت الشركات التقنية مجرى استخدام مفهوم "الاستراتيجية" في القطاعات الأخرى البعيدة عن التقنية؟
نتائج السوق وحركة الشركات من حولنا، هي من تصنع المفاهيم الاستراتيجية المستخدمة في قيادة وإدارة الشركات، وليس العكس!
في الاقتصاد الرقمي الحديث، يتركز الحديث عن الاستراتيجية حول مواطن صناعة البيانات والمعلومات، وتكلفة إنتاجها والحصول عليها، والاستدامة المتوقع الحصول عليها فور توفرها.
هذا الأمر لا يجعلنا نبالغ عند وصفنا للعصر الحديث بالعصر الرقمي.
تذكر الورقة بشكلٍ عابر السياق التاريخي لتطور الطريقة التي تفهم بها استراتيجية المنظمات قبل ولادة الاقتصاد الرقمي.
ترى الورقة أن ظهور الهاتف نهاية القرن التاسع عشر صنع نموذج لكثير من المبادئ حول الاستراتيجية وكيف تقوم الشركات بتعريفها، نسبة إلى الورقة الشهيرة الخاصة ب Coase المعروفة بإسم Transaction Cost Theory عام 1937 في طريقة توضيح التخطيط الاستراتيجي للشركات وطريقة تكيفها مع محيطها.
وتذكر الورقة كذلك ورقة Chandler عام 1962 المستخدمة في تحليل طريقة بناء الاستراتيجية نسبةً إلى شكل الهرم التنظيمي في الشركات والمنظمات، التي كان يقدمها الاقتصادي بمفهوم " Strategy follows structure " أي أن الاستراتيجية هي نتيجة تلحق التشكيل الهرمي للمنظمة نفسها.
قدم تشاندلر مفهوم Multi-Divisional M-Form في طريقة بناء الشكل الهرمي للشركة.
استوحى تشاندلر هذا الإطار الإستراتيجي في تحليل المنظمات نسبةً إلى توسعها الجغرافي، في الأربعينات والخمسينات وكذلك الستينات، توسعت شركات كثيرة خارج منطقتها الأم، وأصبحت شركات قارية.
هذا التوسع ساعد تشاندلر في تصور وبناء تحليل للمنظمات، وبناء هرم مؤسسي على شكل M يوضح تقسيم المهام والإدارة الداخلية للشركات.
قبل تشاندلر، كان مفهوم الاستراتيجية يتبع العلوم العسكرية أكثر من كونه ميداناً للعلوم الإقتصادية والإدارية، تشاندلر قدم للباحثين في المجال الإداري والاستراتيجي مفهوم " الاستراتيجية " كمبحث منفصل يتبع العلوم الاقتصادية بفضل إسهامات شاندلر.
يستفاد أن العصر الرقمي يقدم مفاهيم جديدة نسبةً إلى التطور المجمل الذي حدث للبيانات والتقنية كمورد جديد تم إضافته لأصول الشركات.
لا داعي لاستمرار التعامل مع مؤشرات ومعطيات الاقتصاد الصناعي فقط لأنه الغالب على نطاق التفكير في السوق، كل موجة اقتصادية لها سياقها وطريقة تحليلها.